الخميس، 13 أكتوبر 2011

حشد أميركي ضد إيران



صورة مركبة للملك عبد الله وباراك أوباما (الأوربية)

كثفت الولايات المتحدة من اتصالاتها الدولية للتوصل إلى رد دبلوماسي "قوي" على مخطط مفترض لاغتيال السفير السعودي بواشنطن، عادل الجبير، وهو مخطط قالت إيران إنه مفبرك، وقدمت شكوى للأمم المتحدة تتهم فيها واشنطن بما سمته الترويج للحرب لدوافع سياسية.

وسعيا منها لتأليب الرأي العام الدولي ضد إيران أمضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نهارها أمس وهي منخرطة في محادثات هاتفية مع نظرائها بعدد من العواصم لمعاقبة إيران وعزلها، ومن تلك الدول المكسيك والمملكة السعودية وإسرائيل.
وفي مقر الأمم المتحدة بدأت المندوبة الأميركية الدائمة في مجلس الأمن الدولي سوزان رايس الأربعاء محادثات انفرادية مع سفراء الدول الأعضاء بالمجلس لإطلاعهم على تفاصيل الاتهامات الأميركية، وحشد الدعم من أجل محاسبة إيران.
وأعلنت بريطانيا وفرنسا عزمهما دعم المبادرات الأميركية، بينما وصف السفير الروسي بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين القضية بأنها "غريبة" في تعليقات أمام الصحفيين، في حين نقل عن دبلوماسي غربي -طلب عدم كشف هويته- قوله "نتقدم خطوة خطوة".
وفي الأثناء، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بشأن المخطط المفترض.

ووفق بيان للبيت الأبيض فإن "الرئيس والملك اتفقا على أن هذه المؤامرة تمثل انتهاكا صارخا للأعراف والأخلاقيات الدولية الأساسية وللقانون الدولي".

وقال إن الزعيمين أكدا التزامهما "بالسعي إلى رد دولي قوي وموحد يحاسب أولئك المسؤولين (عن محاولة الاغتيال المزعومة) على أفعالهم".

السعودية أدانت "المحاولة الآثمة والشنيعة لاغتيال" سفيرها عادل الجبير (رويترز-أرشيف)

جميع الخيارات
وأعلنت واشنطن أن جميع الخيارات مطروحة في التعاطي مع القضية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين "سنرد بشكل ملموس بإجراءات نعرف أنها ستؤثر على إيران، وستوضح أن هذا النوع من السلوك غير مقبول وسيزيد عزلة إيران".

لكنه امتنع عن الإفصاح عن أي إجراءات محددة يجري بحثها، مكتفيا بالقول إن واشنطن تناقش الموضوع "مع الأصدقاء والحلفاء في شتى أنحاء العالم".
بيد أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قالت إن "المخطط الإيراني" يتطلب ردا دبلوماسيا لا عسكريا.
ونسبت وكالة رويترز إلى مسؤولين أميركيين لم تحددهم قولهم إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي -الذي يعد الحاكم الفعلي بإيران- وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري كانا، على الأرجح، مطلعين على "المخطط".

وأضاف المسؤولون الأميركيون -الذين قالوا إن هذه الاتهامات تستند إلى التحليل لا لأدلة محددة- أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزيره للاستخبارات لم يكونا على علم بهذا "المخطط".

وفي الرياض أدان مصدر سعودي "المحاولة الآثمة والشنيعة لاغتيال السفير" السعودي لدى واشنطن، "والتي لا تتفق مع القيم والأخلاق الإنسانية السوية ولا مع الأعراف والتقاليد الدولية".

وقال المصدر في بيان صدر الأربعاء إن حكومة بلاده تقدر الجهود التي قامت بها السلطات الأميركية التي كانت محل متابعة من المملكة في الكشف عن محاولة الاغتيال، مشيرا إلى أن الرياض ستستمر في اتصالاتها وتنسيقها مع الجهات الأميركية المعنية بخصوص "هذه المؤامرة الدنيئة ومن يقف وراءها".

كما أشار المصدر إلى أن بلاده تنظر "في الإجراءات والخطوات الحاسمة التي ستتخذها في هذا الشأن لوقف هذه الأعمال الإجرامية، والتصدي الحازم لأي محاولات لزعزعة استقرار المملكة وتهديد أمنها".


صالحي حذر واشنطن من المواجهة
(الفرنسية-أرشيف)
تحذير إيراني
في المقابل حذر وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة من مغبة "التمادي" في اتهامها لبلاده في هذه القضية، محذرا واشنطن من المواجهة.
ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا) عن صالحي قوله للصحفيين بعد جلسة لمجلس الوزراء، "نحن لا نسعى للمواجهة، فسياستنا تقوم على التعاون والتفاعل. ولكن إذا فرضوا المواجهة على الأمة الإيرانية فستكون عواقب هذا الأمر أشد قسوة عليهم".
وقدمت طهران شكوى إلى الأمم المتحدة تتهم فيها الولايات المتحدة بما سمته الترويج للحرب لدوافع سياسية.
وكانت وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) قد اتهما الثلاثاء كلا من بيانمن منصور أربابيسيار (56 عاما) الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية، وغلام شاكوري عضو (فيلق القدس) التابع للحرس الثوري الإيراني، بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي بالتعاون مع رجل عصابات مكسيكي كان في حقيقته مخبرا سريا يعمل لحساب إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، وفق الرواية الأميركية.

ووفقا لتصريحات وزير العدل الأميركي إيريك هولدر، جرى اكتشاف المخطط بالمكسيك حيث التقى أربابيسيار مع عضو العصابة المكسيكية المزعوم -الذي كان مخبرا سريا- في مايو/ أيار الماضي والشهور التالية.