الخميس، 13 أكتوبر 2011

هل تملك أميركا أدلة ضد إيران؟


جاي كارني قال إن الحرس الثوري ضالع بمحاولة الاغتيال (الفرنسية-أرشيف)

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس الأميركي سعت الأربعاء إلى التوفيق بين ما قالت إنها أدلة دامغة على تورط إيران في مؤامرة لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، وبين موجة الحيرة والشك التي تعم بعض الأوساط والخبراء خارج الولايات المتحدة
.
وظل كبار المسؤولين الأميركيين عاكفين على تبيان الدوافع التي تجعل من فيلق القدس –وهي وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني- يُقدم على تدبير مثل هذه العملية المحفوفة بالمخاطر وبهذه الطريقة غير الاحترافية.
ولم يشأ المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جاي كارني أن يمضي أبعد من القول إن "مستويات عليا في فيلق القدس ضالعة بوضوح في المؤامرة".
غير أن مسؤولين أميركيين آخرين -مدعومين بأدلة من قبيل تحويلات مصرفية ومحادثات هاتفية جرى اعتراضها وعلى دراية بالكيفية التي ظلت الوحدة السرية تعمل بها في الماضي- أعربوا عن اعتقادهم بأن كبار الزعماء الإيرانيين متورطون على الأرجح في المؤامرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي "كبير" -لم تذكر هويته- القول "في تقديرنا أن مثل هذا النوع من العمليات لا بد أن تكون قد نوقشت على أعلى مستويات النظام".
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين لم يقدموا أدلة محددة تربط كبار القادة الإيرانيين بالمؤامرة، فإنهم قالوا إنه من غير المتصور ألا يكون قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ضالعا بشكل مباشر في العملية، وإن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لم يكن يدري بتلك الخطة.
وكشف المسؤولون الأميركيون أنهم يتحققون من عدة نظريات لمعرفة الدوافع التي أملت على فيلق القدس تدبير مثل هذه المحاولة في واشنطن ضد مستشار مقرب من الملك السعودي، بالاعتماد على تاجر سيارات مستعملة من أصول إيرانية يقيم في تكساس ويعتقدون بأنه كان يعمل على الاستعانة بقتلة مأجورين من عصابة مخدرات مكسيكية.
ويرى هؤلاء المسؤولون أن المؤامرة ربما تنذر بتحول في السياسة الخارجية الإيرانية إلى نزعة تنم عن عدوانية أكثر تجاه السعودية والولايات المتحدة.
ومن بين النظريات التي يعكف المسؤولون الأميركيون على النظر فيها، تلك التي تميل إلى أن هدف محاولة الاغتيال هو الثأر من مقتل العديد من العلماء النوويين الإيرانيين خلال العامين الماضيين.
ويسود اعتقاد على نطاق واسع بأن مقتل أولئك العلماء كان عملا من صنيع إسرائيل بموافقة أميركية ضمنية بغية عرقلة تقدم إيران تجاه إنتاج أسلحة نووية.