الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

أحداث مصر بعيون الصحافة البريطانية

جانب من احتجاجات الأقباط في مصر (الجزيرة)

اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء بأحداث الأحد الدامية في مصر التي راح ضحيتها 26 شخصا على الأقل وأُصيب العشرات بجروح إثر اشتباكات بين الجيش وأقباط كانوا يحتجون على ما اعتبروه اعتداء على كنيسة تقع في محافظة أسوان بأقصى جنوب البلاد
.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن "العلاقات الطائفية" ازدادت سوءا في مصر بدرجة تدعو إلى القلق منذ الإطاحة بدكتاتورية الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد انتفاضة شعبية.
وقالت في افتتاحية العدد إن المشكلة العاجلة تكمن في الفراغ الأمني الذي خلفته الثورة الشعبية. ومنذ ذلك الحين –تقول الصحيفة- جُرِّدت قوات الشرطة المصرية من صلاحياتها السابقة جزئيا.
ورأت أن تجريد الشرطة من تلك الصلاحيات ينطوي على خطورة كما أظهرت أحداث الأحد "المروعة" ذلك. "فالجيش يفتقر للتجهيز الجيد لدرجة يُرثى لها بحيث لا يستطيع سد الفراغ. وعليه فلا بد من بناء قوة شرطية جديدة –قوامها أقباط ومسلمون على حد سواء- في أسرع وقت ممكن".
بيد أن هناك حدودا لما يمكن لقوات الشرطة أن تنجزه مهما كانت كفاءتها إذا كانت القوانين التي تعمل على فرضها قائمة على التمييز.
وزعمت الصحيفة أن القوانين المصرية تجعل من العسير على الأقباط بناء كنيسة على عكس تعاملها مع المسلمين في بناء المساجد.
وكان نتيجة ذلك، بحسب رأي فايننشال تايمز، أن المسيحيين المتلهفين للحصول على ترخيص لبناء دار للعبادة يُضطرون لتقديم طلب للسلطات لمنحهم إذنا ببناء شيء آخر ليعملوا على تعديله بعد ذلك كي يصبح كنيسة.
وقال الصحيفة إن الظهور المفاجئ لكنائس غير مرخصة يؤدي في أغلب الأحيان إلى توترات مع المسلمين، مضيفة أنه كلما سارعت الحكومة بوقف العمل بمثل تلك القوانين كان ذلك أفضل.
ثم إنه يتعين على القيادة المصرية المؤقتة ممثلة في المجلس العسكري، أن تعمل على التأكد من أن الصراعات الطائفية تُحَلُّ عبر النظام القضائي، وأن المتورطين تُنزل بهم العقوبة المناسبة.
وفي تقرير لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط، توقعت صحيفة ديلي تلغراف اليمينية المحافظة أن تتفاقم النزعة الطائفية في مصر حتى إن أولئك الذين هللوا في المناطق والقرى الفقيرة لسقوط حسني مبارك يتخوفون الآن مما هو قادم.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش ورث كل رزايا حكم مبارك، وأنه إلى أن يتخلى عن السلطة أو يصوغ خطة خاصة به ترمي لاستقرار الأوضاع في البلاد، فإن الطائفية وما تمخض عنها من مشاكل أخرى عديدة ستزداد سوءا.
وقالت إن الفقر الطاحن في مصر تماما كما في اليمن هو بمثابة تربة جاهزة تتيح لمن يريد إثارة شغب أو استخدام عميل أن يُجنّد أي شخص مقابل حفنة من الدولارات، مشيرة إلى أن تلك الظروف يمكن أن تلازم أي حادث عابر.