الثوار يقولون إنهم يتعاملون مع جيوب مقاومة محدودة في سرت (الفرنسية) |
وترددت الليلة الماضية أنباء عن سيطرة الثوار على آخر معاقل كتائب القذافي في المدينة، مما أثار حالة من الابتهاج في شوارع طرابلس. بيد أن الثوار لا يزالون يواجهون في الواقع جيوب مقاومة من موالين للقذافي في مواقع محدودة داخل سرت.
![]() |
الثوار سيطروا على معظم أحياء سرت ومنها حي الموريتان (الفرنسية) |
نهاية وشيكةوكان الثوار قد سيطروا في نهاية الأسبوع على مواقع ومرافق كانت خاضعة لجنود ومتطوعين موالين للقذافي, وبينها مجمع واغادوغو للمؤتمرات, وجامعة التحدي, ومستشفى ابن سينا الذي أسروا فيها عددا من المقاتلين.
كما سيطروا على أحياء سكنية منها حي الموريتان الذي واجهوا فيه مقاومة عنيفة.
والتحم ثوار الجبهتين الشرقية والجنوبية مساء أمس, ونجحوا في حصر الموالين للعقيد وفي مقدمتهم القناصة في بنايات مرتفعة بوسط المدينة، مما يشير إلى أن المعركة التي استغرقت أسابيع باتت على وشك النهاية.
وقال عضو المجلس العسكري لسرت مخلوف الفرجاني إن الثوار باتوا يسيطرون بنسبة 90% على المدينة التي يحاولون إجلاء المدنيين المتبقين فيها قبل مهاجمة آخر معاقل فلول الكتائب.

وأكد الفرجاني أن الثوار الذين تقدموا أمس من الشرق والجنوب مدعومين بأسلحة ثقيلة باتوا على مسافة أقل من كيلومتر من الساحة الرئيسة في سرت.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر طبية بسرت أن 17 من الثوار قتلوا وأصيب تسعون آخرون في مواجهات أمس. وبهذا ترتفع حصيلة خسائر الثوار منذ بدء الهجوم النهائي على سرت الجمعة الماضية إلى نحو سبعين قتيلا.
![]() |
الثوار حول بني وليد تلقوا مزيدا من الدعم بالرجال والعتاد (الفرنسية) |
وقال مراسل الجزيرة حسن الراشدي أمس إن الهدوء الذي أعقب الاشتباكات العنيفة التي وقعت أول أمس أتاح لكثير من المدنيين النزوح عن المدينة عبر جبهة الشميخ الجنوبية.
وكان الثوار أعلنوا أول أمس السيطرة على مطار بني وليد لكنهم سرعان ما تراجعوا عنه بعد اشتباكات عنيفة مع الموالين للقذافي أوقعت 17 قتيلا في صفوف الثوار, وبرروا الانسحاب بدواع تكتيكية.
وقال القيادي العسكري سالم غيث إن تعزيزات من الثوار انطلقت من طرابلس وجبل نفوسة إلى جبهة بني وليد استعداد لمعاودة الهجوم على المدينة التي استهدفت فيها طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس ثلاث آليات لمناصري القذافي.
مطار طرابلسعلى صعيد آخر, سلم ثوار الزنتان أمس مطار طرابلس الدولي إلى المجلس الوطني الانتقالي, وذلك في سياق خطة لتعزيز سلطة المجلس, وإنهاء المظاهر المسلحة بالعاصمة الليبية على وجه الخصوص.
وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل إن كتائب أخرى من الثوار ستخطو قريبا خطوات مماثلة, وستسلم السلطات الانتقالية المنشآت المدنية الرئيسة التي تسيطر عليها منذ تحرير طرابلس أواخر أغسطس/آب الماضي.
وأضاف عبد الجليل أن الثوار تعهدوا بأن يسلموا كل أسبوع أحد المواقع التي يسيطرون عليها وفقا لتعليمات المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي التابع له من أجل مصلحة ليبيا.