الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

معركة الزيتون تتجدد في الضفة



أشجار زيتون أتلفها مستوطنون قرب الخليل (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل
مع دخول موسم قطف الزيتون من كل عام، تتجدد معركة المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية مع المستوطنين الإسرائيليين، الذين يستبقون الموسم بقطف ثمار الزيتون أو قطع الأشجار أو حرقها.
ووفق معطيات رسمية فلسطينية فإن المستوطنين يستهدفون أشجار الزيتون بشكل خاص، وأحرقوا وأتلفوا خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي والأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري نحو خمسة آلاف ومائني شجرة زيتون في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، وهو ما يشكل أشبه بصدمة لدى أصحابها الذين يبذلون سنوات عمرهم في رعايتها.
ونظرا لقلة الحيلة، ووقوع كثير من مزارع الزيتون قرب المستوطنات، فإن الفلسطينيين يستعينون بمتضامنين أجانب ويُجبَرون على التنسيق مع الاحتلال بواسطة دوائر الارتباط لقطف ثمار مزارعهم في أيام يحددها جيش الاحتلال.

المزارع موسى سمامرة خسر 55 شجرة زيتون (الجزيرة نت)
قطع الأشجارفمع إشراقة شمس اليوم الأخير من شهر سبتمبر/أيلول الماضي فجع الكهل الفلسطيني موسى سمامرة، بإقدام المستوطنين على قطع 55 شجرة من مزرعته الواقعة في قرية الشويكة، شرق بلدة الظاهرية، جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وقال سمامرة -وهو حزين على 16 عاما أمضاها في زراعة ورعاية ثماره- إن مستوطنين من مستوطنة شمعة القريبة أقدموا على تدمير أشجار الزيتون، متفوهين بعبارات عبرية تعني "الانتقام".
وشارك الثلاثاء عشرات الفلسطينيين على رأسهم محافظ الخليل كامل حميد، في مساندة المزارع سمامرة في المنطقة المحاذية للمستوطنة، وزراعة أشجار في أراض يهددها الاستيطان. فيما أكد رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي في البلدة ماجد أبو شرخ وجود برامج لدعم ومساندة سكان المنطقة المستهدفة.
بدورهم أعلن نشطاء عن حملات مساندة للمزارعين في قطف الزيتون بمساعدة 14 متضامنا إيطاليا وبريطانيا، كانت باكورة عملها في بلدة دير استيا بمحافظة نابس، وفق ما أفاد به للجزيرة نت منسق الحملة الشعبية لمقاومة الاحتلال والاستيطان خالد منصور.
وأرجع تزايد اعتداءات المستوطنين في هذا الموسم إلى حملة "السيادة" التي أعلن المستوطنون عنها مع توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة لفلسطين، وأطماعهم في الاستيلاء على الأراضي "حيث يعتقدون أن موسم قطف الزيتون موسم اقتصادي مهم بالنسبة للفلسطينيين".
وأشار إلى أن اعتداءات المستوطنين شملت الآلاف من أشجار الزيتون بالحرق والقطع، مشيرا إلى إقدام المستوطنين على إغلاق مناطق وتسييجها عنوة بأسلاك شائكة، وتحرشهم بالفلاحين، خاصة شمال الضفة، أثناء وجودهم في مزارعهم.
بدورها تقول المتضامنة السويدية التي عرفت نفسها باسم "سميرة" إنها وزملاءها يساندون -لليوم الثالث على التوالي- المزارع إبراهيم البوريني من قرية بورين جنوب نابلس في جني ثمار الزيتون، بمحاذاة مستوطنة يتسهار المقامة على أراضي القرية.
وأضافت سميرة (21 عاما) أن مشاركتها تأكيد على حق الفلسطينيين بالدفاع عن أرضهم وزيتونهم، لافتة إلى أن دورها في توثيق اعتداءات المستوطنين ومساعدة المتضررين من الاستيطان طيلة أيام السنة.
توزيع المتضامنينمن جهته قال منسق حركة التضامن الدولية شمال الضفة الغربية وائل الفقيه إن قرابة ستين متضامنا من أربع مؤسسات دولية يتم توزيعهم على مناطق وقرى فلسطينية على تماس مع المستوطنات شمال الضفة، حيث يشارك كل خمسة أو ستة منهم مع عائلة لعدة أيام ثم ينتقلون لمناطق وعائلات أخرى.

متضامنون أجانب يشاركون في قطف الزيتون بقرية دير استيا بشمال الضفة (الجزيرة نت)
ولفت إلى أن مهمة هؤلاء المتضامنين تتلخص في توثيق اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه ومنع قيامها، ومساعدة المزارعين في قطف محاصيلهم واستصلاح أراضيهم، ومساعدتهم للوصول إلى أراضيهم وحمايتهم.
وأكد أن المتضامنين ليسوا بعيدين عن اعتداءات الجنود والمستوطنين، حيث يواجهون وبشكل شبه يومي أعمال قمع من كلا الطرفين على حد السواء، ويهدد الاحتلال أي مزارع بمنعه من الدخول إلى أرضه إذا كان معه متضامنون، إضافة لإجراءات الاحتلال القاضية بمنع دخول متضامنين أجانب إلى الأراضي حتى عام 2020.
من جهة أخرى أكد مدير مركز الشرق الأدنى للمنتجات الزراعية، فارس الجابي  تدني محصول الزيتون هذا العام، مرجحا ألا يزيد حجم الإنتاج عن اثني عشر ألف طن "بسبب الاحتلال ومصادرة الأراضي واقتلاع وحرق قرابة خمسة آلاف شجرة".