الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

هل يسعى شبيلات لشارع مواز للإخوان؟

شبيلات أثناء حديثه بمهرجان سابق في حي الطفايلة بعمان (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمان
 
أعادت تطورات الأشهر الأخيرة في الأردن المعارض الإسلامي البارز ليث شبيلات للواجهة بعد 15 عاما من إعلانه اعتزال العمل السياسي، لا سيما بعد أن وجه رسالة للعاهل الأردني مطلع العام الجاري حملت نقدا غير مسبوق.
 
ويعرف الشارع السياسي الأردني خلافا تاريخيا بين شبيلات وجماعة الإخوان المسلمين -صاحبة الشارع المعارض الأكبر في المملكة- وهو خلاف تحول لصراع في مراحل سابقة لا سيما في نقابة المهندسين التي يسيطر الإسلاميون عليها منذ ثلاثة عقود تقريبا.
 
كما برز شبيلات في محاضراته ولقاءاته الأخيرة في مدينة الطفيلة -179 كم جنوب عمان- التي ينتمي لإحدى عشائرها، ومن ثم في حي الطفايلة في عمان، وأخيرا في جرش عندما هاجم من يوصفون بـ"البلطجية" محاضرة له مطلع الشهر الجاري، تضمنت تصريحات ساخنة طالت الملك عبد الله الثاني.
 
غير أن إعلان شبيلات عن وثيقة تقدم "قواعد أساسية للإصلاح في الأردن"، وبدء حراكات شعبية ولدت مع الربيع العربي ولا تتبع لتيارات سياسية، دفع بالتساؤل إن كان شبيلات يسعى لأول مرة لتشكيل شارع سياسي مواز لشارع الإخوان المسلمين الذين عززوا من قوتهم عبر التحالف مع رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات ضمن الجبهة الوطنية للإصلاح.
 
وبينما نفى -للجزيرة نت- سعيه لتزعم الحراكات الشعبية، يؤكد شبيلات أنه يسعى لتوحيدها على قواعد تتفق عليها هي من خلال حوارات بدأها فعلا معها.
 
توحيد الرؤى
وكشف أن عددا من الحراكات الشعبية في المحافظات زارته وأبلغته موافقتها على وثيقته الإصلاحية، وأن حراكات أخرى تتصل به للحوار معه، متفائلا بإمكانية اتفاق هذه الحراكات المشتتة على رؤية سياسية، وربما اتفاقها على انتخاب قيادة تنفيذية لها على مستوى الأردن.
 
زكي بني ارشيد
وقال شبيلات إنه يخشى أن "تقطف التنظيمات الكبرى ثمار حراك الشباب من خلال مفاوضاتها وصفقاتها مع النظام".
 
وتابع "لا أسعى لقيادة هذه الحراكات وإنما لتوحيدها على رؤية سياسية، لأن النظام والتنظيمات ستلتهمهم إن ظلوا متفرقين وسنخسر لحظة تاريخية بارزة للتغيير في الأردن".
 
واعتبر المعارض البارز أن خطوات الإصلاح التي يجري الإعلان عنها من قبل النظام "حققها الشباب فقط، وليست بفضل معارضة شبيلات أو أي تنظيم آخر أو جيل الكهول الذي يجب أن يكتفي برعاية الشباب وتقديم النصائح لهم وعدم السماح بالاستفراد بهم، ويترك القيادة للشباب الواعي الذي ولد مع الربيع العربي".
 
ويتهم شبيلات الإخوان بأنهم عقدوا صفقات مع النظام بعد التحول الديمقراطي في الأردن عام 1989، مما أدى لعودة الأمور لنصابها الآن، ويلفت إلى حديث رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي في وثائق ويكيليكس مؤخرا بأن وجود الإخوان في برلمان 1993 ساعد على تمرير معاهدة السلام مع إسرائيل.
 
ويدعو شبيلات شباب الإخوان المسلمين للاطلاع على وثيقته والحكم عليها بتجرد بعيدا عن "الطاعة العمياء للتنظيم والقيادات"، على حد وصفه، ويرى أن على كل منصف أن يحترم تاريخ الإخوان وتنظيمهم وإخلاصهم لدينهم وأمتهم.
 
تشخيص الواقع
بالمقابل يرى رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الإسلامي -الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- زكي بني ارشيد، أن الإخوان يأملون في أن يتجسد الحراك الشعبي الأردني في أطر سياسية وحزبية تتنافس بعد تحقيق الإصلاح الحقيقي على مبدأ تداول السلطة.
 
وقال -للجزيرة نت- "لا نشعر أن هناك أزمة في تشخيص الواقع الأردني، واختلاف القوى والشخصيات في الرؤى تثري المشهد كونها قريبة من بعضها".
 
وأضاف القيادي الإسلامي "أرجو أن تتوجه بوصلة المدافعة نحو الإصلاح مع الجانب الرسمي الذي يعيق الإصلاح"، محذرا مما سماه "افتعال إشكالات بين قوى الإصلاح مما سيخدم النظام في إبقاء الواقع كما هو نتيجة انشغالنا بخلافاتنا مع بعضنا".
 
وينتقد بني ارشيد دعوة شبيلات الموجهة لشباب الإخوان، ويقول إن أبواب الإخوان مفتوحة لشبيلات الذي يثق الإخوان به وبتوجهاته المخلصة للأردن، داعيا المعارض البارز لمخاطبة الإخوان من "الأبواب لا من النوافذ"، على حد تعبيره.
 
ولا يخفي بني ارشيد وجود أخطاء لدى الإخوان، "حدثت خلال عملهم السياسي لأن من يعمل يخطئ"، غير أنه تحدث عن مسار جديد مختلف عما سبقه "يهدف الإخوان من خلاله لإحداث تغيير بنيوي حقيقي في النظام الأردني".