الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

نزوح من مناطق بشمال مقديشو


بعض السكان لم يجد إلا الحمير لنقل أمتعته وبعضهم لم يجد ذلك (الجزيرة نت)

قاسم أحمد سهل -مقديشو
بدأت الثلاثاء حركة نزوح كبيرة من حي هوروا بشمال مقديشو الذي سيطرت القوات الحكومية المدعومة من قوات الاتحاد الأفريقي على أجزاء منه الاثنين خوفا من تجدد المواجهات بين طرفي القتال، خاصة أن حركة الشباب المجاهدين أوصلت تعزيزات إلى مقديشو.
واستغلالا لفترة هدوء شهدتها تلك المناطق أمس بعد معارك الاثنين، شوهدت سيارات وعربات كثيرة تنقل العائلات وأمتعتها في شوارع مقديشو قاطعة مسافة كبيرة بسبب استعمالها طرقا التفافية وملتوية بدلا من الطرق الرئيسية في الحي التي أغلقت جراء المواجهات.
وكان أكثر الناس ينزحون من منطقة سوقاحولاها التي لا تزال خاضعة لسيطرة حركة الشباب المجاهدين وتعرضت لقصف مكثف من قبل قوات الاتحاد الأفريقي مستخدمة المدفعية الثقيلة وسلاح الدبابات، حسب ما قاله شهود عيان.
وذكر شاهد العيان حاشي روبلة، للجزيرة نت أن قذائف مدفعية كانت تنهال بكثرة حتى في وقت متأخر من مساء الاثنين على منطقة سوقاحولاها وأنهم لم يذوقوا طعم النوم طوال الليل، وأنهم لم يجدوا مكانا يحتمون به من القذائف، وهو ما أجبرهم على الفرار.
من ناحيته قال محمد جيدي للجزيرة نت إن مناطق كثيرة من حي هوروا قصفت بشكل عشوائي من قبل القوات الأفريقية، وإنه رأى خمسة قتلى سقطوا جراء قذيفة مدفعية أصابت أحد المنازل، مشيرا إلى أن أكثر المنازل بالمنطقة هي بيوت صفيح لا يمكن الاحتماء بها من القذائف المدفعية، ولهذا اضطروا إلى النزوح إلى مكان أكثر أمنا حسب قوله.

حركة الشباب دفعت ببعض مقاتليها إلى شمال مقديشو لاسترداد المناطق التي فقدتها (الجزيرة نت)
أجور باهظة
رغم أن عائلات كثيرة تمكنت من الفرار إلى المناطق التي تحظى بالأمن داخل مقديشو وضواحيها فإن هناك عائلات تقطعت بها السبل في منطقة سوقاحولاها والمناطق المجاورة من حي هوروا بسبب ارتفاع أجور النقل.
وفي هذا الخصوص قالت المواطنة فاطمة عبدي للجزيرة نت إنها لا تعرف ما تفعل وأضافت "منذ ليلة أول أمس ونحن مجموعة من سكان منطقة سوقاحولاها في إحدى البنايات للاحتماء بها من القذائف المدفعية. نحن لا نستطيع النزوح من هذه المنطقة لأن أجور النقل باهظة جدا وبلغت مائة وخمسين دولارا للعائلة الواحدة وليس لدينا هذا المبلغ".
وأضافت أنهم لا يجدون أيضا محلا يشترون منه الضروريات من الطعام وأنهم يخشون تجدد المواجهات مرة أخرى.
وصول تعزيزات
وفي هذه الأثناء دعا وزير الدولة للشؤون الدفاعية بالحكومة الانتقالية الصومالية، محمود معلم نوراليوم، في حديث للصحافة مقاتلي الشباب المجاهدين إلى الاستسلام.
من ناحيتها دفعت حركة الشباب المجاهدين بتعزيزات إلى مقديشو للمشاركة في القتال ضد القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي.
وقد شوهدت مساء أمس في ضواحي مقديشو مئات من مقاتلي الشباب المجاهدين الذين قدموا من المناطق التي تخضع لسيطرتهم مدعومين بسيارات مسلحة، وهو ما يجعل نشوب مواجهات جديدة بين الطرفين في أي وقت أمرا محتملا.