الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

طهران تنفي الاتهامات وتشكو واشنطن




حذر وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة من مغبة ما وصفه بالتمادي في اتهامها لطهران بالضلوع في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، في الوقت الذي قدمت فيه طهران شكوى إلى الأمم المتحدة تتهم فيها الولايات المتحدة بما سمته الترويج للحرب لدوافع سياسية.
 
وهدد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الأربعاء الولايات المتحدة من "المواجهة" على خلفية الاتهامات بتخطيط طهران لاغتيال السفير السعودي في واشنطن.
 
ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا) عن صالحي قوله للصحافيين بعد جلسة لمجلس الوزراء، "نحن لا نسعى للمواجهة، فسياستنا تقوم على التعاون والتفاعل. ولكن إذا فرضوا المواجهة على الأمة الإيرانية فستكون عواقب هذا الأمر أشد قسوة عليهم".
 
المواجهة
وتابع صالحي قائلا "لا نريد المواجهة، إذا أرادوا مواجهتنا وفرض شيء علينا فستكون هذه نهايتهم. إن كانوا قادرين على تسديد ضربة فضربتنا ستطرحهم أرضا دون أن تقوم لهم قائمة".
 
كما نقلت المصادر الإيرانية عن صالحي قوله: "على مدار السنوات الاثنين والثلاثين الماضية تعرضنا لاتهامات مماثلة، في مسألة لوكربي على سبيل المثال، في البداية اتهموا إيران لكن اتضح لاحقا أن الأمر ليس كذلك".
 
صالحي في مؤتمر صحفي سابق في طهران (الفرنسية)
وتابع "شاهدتم أسلوب التهويل الذي يعمد إليه مسؤولوهم، فهم يتحدثون وكأن انفجارا نوويا كونيا قد جرى، إنهم يصيحون ويهولون" مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستجد نفسها مضطرة في النهاية لتقديم اعتذار رسمي إلى الشعب الإيراني.
 
وجاءت تصريحات الوزير الإيراني بينما قدمت طهران شكوى إلى الأمم المتحدة تتهم فيها الولايات المتحدة بما سمته الترويج للحرب لدوافع سياسية. وقال المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي "أكتب إليكم للتعبير عن استيائنا فيما يتعلق بالاتهامات".
وأضاف "الأمة الإيرانية تسعى لعالم خال من الإرهاب، وتعتبر دعوات الولايات المتحدة الحالية إلى الحرب والتهم الدعائية ضد إيران تهديدا، ليس موجها لها فقط بل أيضا إلى السلام والاستقرار في منطقة الخليج".
وتابع "من الواضح أن الاتهام الذي وجهته الولايات المتحدة هو تحرك ذو دوافع سياسية يكشف عن عدائها المستمر منذ وقت طويل للأمة الإيرانية".
وقال خزاعي إن طهران "تدين بشكل قاطع وبأقوى العبارات هذا الاتهام الفاضح".
وكانت واشنطن قد أعلنت الثلاثاء أن مواطنين إيرانيين -أحدهما يحمل الجنسية الأميركية- متورطان في محاولة "بتخطيط ورعاية وتوجيه من إيران" لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير.
 
ونقلت مصادر إعلامية عن مصدر دبلوماسي غربي قوله إن واشنطن والرياض تنويان إحالة القضية إلى مجلس الأمن تمهيدا لمعاقبة إيران، باعتبار أن المخطط كان يستهدف دبلوماسيا سعوديا على أراض أميركية مما يعتبر خرقا فاضحا للقانون الدولي والقوانين الأميركية. (للتفصيل اضغط هنا)
 
احتجاج رسمي
واستدعت الخارجية الإيرانية اليوم الأربعاء القائم بأعمال السفارة السويسرية -الراعية للمصالح الأميركية في طهران- لإبلاغه احتجاج إيران الرسمي على الاتهامات الأميركية.
 
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن وزارة الخارجية أبلغت القائم بأعمال السفارة السويسرية احتجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية شديد اللهجة إزاء المزاعم الأميركية.
 
ونقلت عن مدير مكتب شؤون أميركا الشمالية بوزارة الخارجية قوله -أثناء لقائه القائم بأعمال السفارة السويسرية- إن إيران كانت منذ انتصار الثورة الإسلامية الضحية الرئيس للمجموعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة، مجددا تنديد بلاده بالمزاعم السخيفة للإدارة الأميركية، وتحذيرها من اتباع أساليب الابتزاز السياسي، على حد تعبيره.
 
لعبة هواة
وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني قد نفى الاتهامات في جلسة علنية للبرلمان، مؤكدا الموقف الإيراني الرسمي الرافض لمثل هذه المزاعم.
 
ووصف لاريجاني -في كلمة بثتها الإذاعة الحكومية على الهواء- الاتهامات الأميركية بأنها لعبة هواة طفولية، وأن دول الجوار تعلم أن الأميركيين يستغلون هذه المزاعم لإفساد العلاقات بين السعودية وإيران.
 
وسبق ذلك تصريحات للعديد من المسؤولين الإيرانيين رفضوا الاتهامات، ووصفوها بأنها تهدف لإثارة المشكلات، متهمين الولايات المتحدة باختلاق الاتهامات في محاولة لتحويل الانتباه عن مشكلات الولايات المتحدة في الداخل وفي الشرق الأوسط.
 
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست الاتهامات بأنها "عرض هزلي لفقته أميركا"، مؤكدا أن العلاقة بين إيران والسعودية لا يمكن الإضرار بها عن طريق "تلفيق مزاعم كهذه لا أساس لها"، وقال إن العلاقة تقوم على الاحترام المتبادل بين طهران والرياض.
ووصفت وكالة مهر الإيرانية للأنباء الاتهامات بأنها سخيفة، وأضافت أن الولايات المتحدة بدأت جولة جديدة من الحرب النفسية ضد إيران.