الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

تجارة اللافتات والمطبوعات تزدهر بتونس

حركة الطباعة والنشر وتأجير السيارات تزدهر مع بدء الحملات الانتخابية بتونس (الجزيرة نت)

إيمان مهذب -تونس

ازدهرت في تونس ما بعد الثورة تجارة اللافتات والمطبوعات والأعلام والملصقات الإعلانية وغيرها من الوسائل التي تستخدمها الأحزاب في حملتها الانتخابية التي تسبق انتخابات المجلس الوطني التأسيسي يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وأكد عدد من العاملين في مجال الإعلان والطبع والنشر أن هذه الحملة شهدت ارتفاعا ملحوظا في نسق العمل، مشيرين إلى أن ذلك انعكس بشكل إيجابي على عملهم الذي أصبح مركزا بشكل أساسي على نشاط الأحزاب.
حركة متسارعة
وفي إحدى المطابع التي زارتها الجزيرة نت بدت الحركة متسارعة على غير العادة، فالنشاط هنا تغير والزبائن أيضا، وغير بعيد من مكتب مدير المطبعة وضع عدد من الكراتين الصغيرة التي كانت تحوي مئات المطبوعات للتعريف بقوائم عدد من الأحزاب المرشحة لانتخابات المجلس التأسيسي.
نسق عمل المطابع ارتفع قبيل الانتخابات (الجزيرة نت)
وقال مدير المطبعة عبد اللطيف الجويني للجزيرة نت "منذ أسبوع تقريبا تغير نسق العمل لدينا.. أصبحنا نشتغل أيام الراحة، وزادت ساعات العمل لتصبح 15 ساعة في اليوم"، موضحا أن "الاستعداد للحملة الانتخابية أثّر بشكل كبير على عملنا العادي. أصبحنا نشعر بالضغط لأن الوقت يتسارع وكل المرشحين للانتخابات مستعجلون".
وتختص هذه المطبعة، التي أكد صاحبها أن هذه الحملة جعلته يوقف التعامل مع زبائنه الدائمين، بطبع اللافتات والملصقات والصور والبيانات والرزنامات وبرامج الأحزاب.
من جهته أكد منير بن علي -وهو صاحب وكالة للإعلان- أن هذه الحملة شهدت بصفة عامة ارتفاعا في نسق الإنتاج، إلا أنه أشار إلى أن هذا الارتفاع سيكون ظرفيا لارتباطه بحدث معين.
نسب متفاوتة
وبيّن بن علي في سياق حديثه للجزيرة نت أن تعامله مع الأحزاب كان بنسب متفاوتة ومرتبطا بالأحداث التي تعد لها هذه الأحزاب وبنشاطها، مشيرا إلى أن الفائدة لم تعم الجميع، لأن عددا من المطابع قد استولى على السوق بفضل التحكم في الثمن والوقت، مما انعكس سلبا على بعض العاملين في القطاع.
كما لفت المتحدث ذاته إلى أن بعض الأحزاب قد اشترت مطابع خاصة لها لتشرف هي على عملية طبع منشوراتها.
سيف: تأجير السيارات ارتفع لأن الطلب أصبح أكثر من العرض (الجزيرة نت)
واتفق كل من الجويني وبن علي على أن الأمر تغير كثيرا مقارنة بالانتخابات الماضية التي جرت في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث أشار الجويني إلى أن عملية الطبع والإعلان كانت مقتصرة على مطابع ووكالات معينة فقط، "لكن الأمر الآن لا يخضع لنفس القوانين".
وأشار بن علي إلى أن عددا من أصحاب المطابع كانوا "مجبرين" على طبع نداءات المناشدة للرئيس المخلوع، حيث يتم طلب ذلك من بعض المتولين لمناصب في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، لكنه قال إن تلك المطابع كانت تعاني "المماطلة وعدم الدفع".
 السيارات كذلك
ولم يشهد قطاع الطباعة والإعلان في تونس وحده تحولا في نسق الإنتاج، بل إن الأمر شمل كذلك تأجير السيارات، إذ أكد البعض أن تأجير السيارات ارتفع كذلك في هذه الحملة، مشيرين إلى أن عددا من الأحزاب تؤجر السيارات لتسهيل تنقل مرشحيها لعقد الاجتماعات والتعريف بالبرامج في مختلف مناطق البلاد.
وقال سيف وهو مدير وكالة لتأجير السيارات، للجزيرة نت إن تأجير السيارات ارتفع فأصبح الطلب أكثر من العرض، مشيرا إلى أن بعض الأحزاب تؤجر عشرات من السيارات مدة قد تصل إلى شهر.
وأوضح سيف أن البعض يقوم بتغليف السيارة كاملة بشعار الحزب، إلا أنه أكد أن تأجير السيارات للأحزاب قد لا يجنَى منه الكثير من النقود لأنها (السيارات) قد تتعرض للتهشيم فالوضع حسب رأيه غير مستقر وقد يضطرب في أي وقت.