الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

تقدّم للثوار بسرت وترقب مدد ببني وليد



حقق الثوار الليبيون الأربعاء تقدما في سرت التي سيطروا على مطارها ومينائها، لكنهم يلقون مع ذلك فيها مقاومة شديدة من فلول كتائب معمر القذافي، بينما ينتظرون تعزيزات لشن هجوم نهائي مرتقب على مدينة بني وليد.
وأكد المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي العقيد أحمد باني الأربعاء في طرابلس أن انتزاع سرت بالكامل من قبضة الموالين للقذافي ليس إلا مسألة أيام.
وأضاف باني أن معركة سرت محسومة ولن يخسرها الثوار، مشيرا إلى أنهم اخترقوها من الشمال والجنوب، وسيطروا على مينائها ومطارها فضلا عن قاعدة القرضابية ومرافق أخرى، كما أنهم تقدموا بضعة كيلومترات إضافية من جهة الشرق.
وقد دعا الثوار أهالي مدينة سرت إلى مغادرتها حفاظا على حياتهم مع احتدام المعارك. وتوقع الثوار أن يدخلوا سرت في غضون يومين، بينما أعربت منظمات إنسانية عن قلقها على مصير المدنيين المحاصرين فيها وسط المعارك.


دبابة للثوار تشارك في معارك سرت (الفرنسية)
تقدم رغم المقاومةووفقا لقادة ميدانيين، فقد حقق الثوار اليوم تقدما ميدانيا رغم أنهم يواجهون مقاومة قوية من الموالين للقذافي الذين يتحصنون في قلب المدينة، والذين تعرضت مواقعهم اليوم لقصف من طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأعلن الثوار أنهم يحققون تقدما على الطريق الساحلي ومن جهة الشرق.
وكان الثوار المتمركزون منذ أيام على مسافة كيلومترين تقريبا من وسط المدينة قد خاضوا أمس الثلاثاء قتال شوارع قرب فندق المهاري، وتكبدوا عشرة قتلى وعشرات الجرح، بينما خسروا مقاتلا على الأقل الأربعاء.
وقال ثوار إنهم اشتبكوا مع المسلحين الموالين للنظام من مسافات قريبة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وبينما ذكر قادة ميدانيون أنهم وضعوا خططا لتنسيق العمليات على الجبهتين الشرقية والغربية لسرت التي يقول الثوار إن أحد أبناء القذافي وهو المعتصم موجود داخلها، ويقود مجموعات من المسلحين.
ويحاول الثوار منذ أيام السيطرة على مجمع واغادوغو الذي كانت تعقد فيه اجتماعات دولية ومنها اجتماعات الاتحاد الأفريقي، ويعتقدون أنه من أشد المواقع تحصينا لأتباع القذافي. ومن الجهة الغربية لسرت، قصف الثوار اليوم بالصواريخ مواقع المسلحين وسط المدينة، لكنهم قالوا إنهم لم يتلقوا أوامر بدخول المشاة.


وعلى جبهة مدينة بني وليد، يترقب الثوار وصول تعزيزات من العتاد والرجال لاقتحام المدينة التي يقولون إن ابنا آخر لمعمر القذافي وهو سيف الإسلام متحصن فيها مع مئات المقاتلين الموالين لوالده.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد ميداني قوله إن الثوار يردون بالمدفعية والصواريخ على القصف القادم من وسط بني وليد، لكنهم في انتظار التعزيزات، فيما قال أحد المقاتلين إنهم يحتاجون إلى قوة نارية أكبر تشمل صواريخ ودبابات.

ثوار يحملون جثمان زميل لهم قتل في بني وليد(الفرنسية)

وطلب الثوار من الناتو تكثيف غاراته على مواقع المسلحين ببني وليد بعد القصف الذي استهدف الثلاثاء موكبا للثوار كان يحاول اللحاق بالجبهة في المدينة، مما أدى إلى مقتل قائد الجبهة الشمالية هناك ضو الصالحين جدك الذي شارك عام 1993 في محالة للانقلاب على القذافي، وسُجن بعدها 18 عاما حتى قامت ثورة 17 فبراير.
القذافي وأبناؤهوبينما يحاول الثوار السيطرة على المعاقل الأخيرة للنظام المنهار، يظل العقيد معمر القذافي طليقا، ولا يُعرف بعدُ المكان الذي يختبئ فيه.
وكان القيادي العسكري في المجلس الانتقالي هشام أبو حجر رجح في وقت سابق الأربعاء أن القذافي مختبئ قرب بلدة غدامس جنوب غرب طرابلس، على مقربة من الحدود مع الجزائر في حماية رجال من الطوارق.
لكن موسى الكوني -وهو قيادي من الطوارق موال للثورة- استبعد هذا الاحتمال، ورجح أن القذافي في جنوب ليبيا.
وعلق المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي أحمد باني قائلا إن ما يشغل المجلس حاليا هو تأمين المناطق المحررة، وإنه سيهتم بعد ذلك بمكان اختباء القذافي الذي نعته بـ"الميت الهارب".
وأكد باني روايات سابقة تفيد بأن سيف الإسلام القذافي موجود في بني وليد، وأخاه المعتصم موجود في سرت.